الأمم المتحدة تحذر من تفاقم الحروب وتغير المناخ والمخاطر التكنولوجية
الأمم المتحدة تحذر من تفاقم الحروب وتغير المناخ والمخاطر التكنولوجية
قبل انطلاق الأسبوع رفيع المستوى للجمعية العامة، وجّه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش نداء قويا إلى قادة العالم محذرا من أن الأزمات المتداخلة، من الحروب إلى تغير المناخ وعدم المساواة، تتطلب تحركا عاجلا ومنسقا، وأكد أن الانقسامات الجيوسياسية الراهنة تجعل من الصعب إيجاد حلول فعالة، فيما تعيش دول نامية "غارقة في الديون" دون فرص حقيقية لإنعاش اقتصاداتها.
شدد الأمين العام خلال مقابلة صحفية مع موقع أخبار الأمم المتحدة نشرت يوم الخميس على أن مواجهة تغير المناخ لا تزال بعيدة عن السيطرة، محذرا من صعوبة الحفاظ على هدف إبقاء الاحترار العالمي تحت 1.5 درجة مئوية وفق اتفاق باريس للمناخ، كما لفت إلى أن التكنولوجيا، رغم فرصها، قد تعمّق الاستقطاب وتغذي خطاب الكراهية، داعيا إلى حوكمة تضمن بقاءها قوة من أجل الخير، وأوضح أن الإصلاح المالي الدولي وتعزيز التعددية وخفض الانبعاثات تشكل محاور أساسية لأي التزامات مرتقبة.
السلام في الشرق الأوسط
في الملف السياسي، أكد غوتيريش أن السلام والأمن سيكونان في صدارة النقاشات، مع دعوة واضحة لدعم حل الدولتين وإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وقال: "يجب أن تنتهي المذبحة في غزة، نحن بحاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار والإفراج عن جميع الرهائن"، كما أشار إلى الأزمات في السودان وغيرها من "الصراعات المنسية"، داعيا مجلس الأمن إلى تحرك موحد.
العمل المناخي الآن
جدّد الأمين العام التأكيد على أن الدول مطالبة بتقديم خطط مناخية جديدة تحقق خفضا جذريا للانبعاثات، محذرا من أن الفشل قد يقود إلى "مرحلة اللا عودة" بكارثة عالمية الأبعاد، وأوضح أن الدول الأكثر ضعفا، خصوصا الجزر الصغيرة والدول الإفريقية، تواجه أخطارا غير متناسبة رغم أنها الأقل إسهاما في التلوث.
إرادة لا تعرف الاستسلام
على الصعيد الشخصي، قال غوتيريش إنه "ليس متفائلا ولا متشائما"، لكنه مصمم على العمل دون توقف لوقف الحروب والنزاعات ومواجهة الأزمات، وأضاف: "علينا أن نبني الأمل وألا نستسلم أبدا حتى نحقق أهدافنا".
الأسبوع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة ينعقد سنويا بحضور قادة العالم لمناقشة أبرز التحديات الدولية، ويأتي هذا العام في ظل حروب متصاعدة في غزة وأوكرانيا والسودان، إلى جانب أزمة مناخية متفاقمة وقلق متزايد من المخاطر التكنولوجية، وقد جعل الأمين العام من قضايا المناخ والإصلاح المالي والعدالة الدولية ركائز أساسية لأجندته، مؤكدا أن هذه اللحظة تمثل اختبارا حقيقيا لقدرة النظام الدولي على تجديد نفسه.